بحضور لفيف من البرلمانيين والسياسيين الأوربيين والشخصيات العامة وممثلين عن الجاليات الكردية والعربية والسريانية، نظمت ممثلية الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بلجيكا حفلاً بمقرها في العاصمة بروكسل، وذلك بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لثورة 19 تموز.
وألقيت كلمة الافتتاح من قبل ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا الدكتور عبد الكريم عمر، حيث قدّم في البداية وبإيجاز لمحة عن بدايات انطلاقة ثورة 19 تموز وأبرز المراحل والمحطات التي مرت بها طيلة السنوات الماضية.
ونوّه عمر إلى أن هذه الثورة استطاعت رغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهتها أن تكون نموذجاً فريداً للتعايش المشترك بين مكونات المنطقة الإثنية والدينية، مضيفاً أن انخراط جميع هذه المكونات في مشروع الإدارة الذاتية والتمثيل العادل لها داخل مؤسساتها وهيئاتها إنما دليل واضح على التفافها حول هذه التجربة ورغبتها الملحة في الحفاظ عليها.
كما تطرق ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا إلى الحرب التي خاضتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مجال محافحة تنظيم داعش الإرهابي، الذي يعد أخطر تنظيم إرهابي عرفته البشرية في العصر الحديث، والتضحيات الكبيرة التي قدّمها الآلاف من مقاتلي ومقاتلات (قسد) على مذبح الحرية، منوهاً إلى أن خطر الإرهاب العابر للحدود لا يزال ماثلاً ويهدد ليس فقط مناطق الشمال السوري، وإنما من شأن صعود تنظيم داعش والتنظميات الإرهابية الأخرى أن يهدد أوروبا والعالم أجمع.
ولفت أيضاً إلى محاولات دعم وتغذية الإرهاب التي تقوم بها بعض القوى والأطراف الإقليمية التي قال إنها تسعى بكل جهودها لتقويض الأمن والاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية، بهدف النيل من هذه التجربة الديمقراطية، التي ترى فيها القوى الرجعية والأنظمة الاستبدادية تهديداً لسياساتها وإيديولوجياتها المقيتة.
وأضاف ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا إلى المسؤوليات الملقاة على عاتق الدول الأوروبية والمجتمع الدولي برمته فيما يتعلق بدعم وترسيخ الجهود التي تبذلها الإدارة الذاتية للقضاء بشكل جذري على الخطر الإرهابي، للحؤول دون انزلاق المنطقة إلى جولة جديدة من العنف والأعمال الوحشية التي لا تتوانى التنظيمات الإرهابية المتطرفة عن ارتكابها بمجرد أن تتاح لها الفرصة للعودة إلى الظهور من جديد.
وفي ختام حديثه لفت الدكتور عبد الكريم إلى التهديدات التركية المتواصلة قائلاً إن الجيش التركي ومرتزقته يواصلون هجماتهم وبشكل يومي على مناطق شمال وشرق سوريا، ما يتسبب في سقوط ضحايا بصفوف المدنيين الأبرياء، وناشد الحكومات الأوروبية بالخروج عن صمتها حيال هذه الانتهاكات، والتحرّك من منطلق المسؤولية الأخلاقية والإنسانية لوضع حدّ لآلة القتل التركية، مشدداً في الوقت نفسه إلى أهمية ألا تكون الاتفاقيات والصفقات التي تبرمها الدول الأوروبية مع النظام التركي على حساب مكونات شمال وشرق سوريا، وذلك في إشارة إلى الاتفاقيات الأخيرة التي أبرمتها تركيا مع كل من فلندا والسويد.
بعد ذلك ألقيت كلمة باسم المكون السرياني ألقاها السيد غابرييل عيسى وأشاد بدوره إلى الأهمية التي تمثلها ثورة 19 تموز بالنسبة لمكونات المنطقة، وقال إن جميع هذه المكونات انخرطت منذ البدايات في الثورة لأنها وجدت في شعاراتها والأفكار التي نادت بها خير تمثيل لحقوقها ومطالبها المشروعة.
وأشار أيضاً إلى أن مكونات المنطقة حاربت كتفاً بكتف ضد كافة التنظيمات الإرهابية التي حاولت بشتى الطرق والأساليب الوحشية القذرة فرض إيدلوجياتها المتطرفة وضرب النسيج الاجتماعي المتماسك لشعوب المنطقة التي تعيش معاً في هذه البقعة الجغرافية منذ آلاف السنين.
وأضاف عيسى أنهم يتطلعون إلى المزيد من التعاون والمساعدة من جانب الحكومات الأوروبية لدعم هذه التجربة الديمقراطية التي تسعى لأن تكون نموذجاً للتعايش المشترك وتعمل من أجل ضمان وترسيخ حقوق كافة المكونات العرقية والدينية.
كما ألقيت كلمة باسم حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، ألقاها السيد فاروق دورو، وعبّر من خلالها عن دعمهم وتضامنهم مع ثورة 19 تموز، وقال إن انخراط جميع مكونات الشمال السوري فيها دليل على أنها ثورة حقيقية وجذرية تسعى لطي صفحة سنوات من الظلم والاضطهاد الذي مورس على شعوب المنطقة من قبل الأنظمة الاستبدادية القمعية، وأنها تجسيد حقيقي لآمال وطموحات هذه الشعوب التي بذلت الغالي والنفس من أجل الوصول إلى هذه المرحلة التاريخية، التي أصبحت فيها وللمرة الأولى منذ عقود تمتلك القدرة على التعبير بكل جرأة ووضوح عن توقها الشديد للحرية ورفضها القاطع لكافة محاولات صهر لغاتها وثقافاتها.
بعد ذلك تحدثت أفين إنجر، عضو البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي، ونقلت في بداية حديثها دعم وتضامن الشعب السويدي مع ثورة 19 تموز، لتتطرق بعدها إلى التقارب الأخير الحاصل بين كل من أنقرة وستكوكهولم، على خلفية مساعي الأخيرة الانضمام إلى حلف الناتو، مشددة أنهم في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ومعهم العديد من الأحزاب السويدية الأخرى، كانوا ولا يزالون على موقفهم الثابت الداعم للإدارة الذاتية، وأنهم يرفضون وبشكل قطعي أن تُجرى أية تفاهمات بين بلادهم وتركيا على حساب الشعب الكردي وتطلعاته المشروعة في العيش بحرية وسلام.
وأكدت أنهم عبروا مراراً وتكراراً عن استنكارهم الشديد للهجمات التركية المتكررة على مناطق الإدارة الذاتية، والتي تهدد الأمن والاستقرار فيها، وتتسبب كذلك في سقوط ضحايا مدنيين أبرياء، ودعت مرة أخرى الحكومات الأوروبية إلى التحرك للجم الخروقات والانتهكاكات التركية.
كذلك تحدث في الحفل كل من فرانشيس ألفونسو عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الفرنسي، فابيو ماسيمو كاستالدو عضو مستقل في البرلمان الأوروبي، يورغن كلوت عضو البرلمان الأوروبي والرئيس السابق لمجموعة أصدقاء الشعب الكردي في البرلمان.
وقد عبّر جميع هؤلاء المتحدثين عن وقوفهم وتضامنهم مع ثورة 19 تموز، مؤكدين بأنهم يتابعون عن كثب ومنذ البداية هذه الثورة والمكاسب التي حققتها لشعوب المنطقة، وأنهم تبيّنوا من خلال متابعتهم واطلاع على تجربة الإدارة الذاتية كإحدى نتائج هذه الثورة أنها بالفعل التجسيد الحقيقي للأهداف والتطلعات المشروعة لكافة مكونات المنطقة.
وأكدوا كذلك أنهم على دراية بأن هناك العديد من التحديات والصعوبات التي لا تزال تعترض طريق هذه التجربة، مشددين على أنهم لن يدخروا جهداً في سبيل السعي من أجل حشد كل أشكال الدعم والمساعدة الممكنة للإدارة الذاتية لتجاوز هذه التحديات والعراقيل.
وأثنى البرلمانيون الأوروبيون على التضحيات التي بذلتها قوات سوريا الديمقراطية لمحافحة تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، لافتين إلى أن العالم مدين لهذه القوات التي استطاعت بفضل بطولاتها أن تجنّب المنطقة والعالم المزيد من الجرائم والفظائع.
كذلك أشار البرلمانيون الأوروبيون إلى تهديدات تركيا وهجماتها المتواصلة على مناطق شمال وشرق سوريا، مؤكدين أن انتهاكات وتهديدات النظام التركي الرامية إلى النيل من هذه التجربة الديمقراطية، هي في الوقت نفسه تهديد للأمن والسلم العالميين، لكونها تمنح التنظيمات الإرهابية الفرصة للعودة إلى الظهور ثانية، ولذا يتحتم على المجتمع الدولي أن ينهض بمهامه ومسؤولياته لمنع تفاقم الخطر الإرهابي بتلك المناطق مرة أخرى، وذلك عن طريق الضغط على النظام التركي لوقف تهديداته، وفي الوقت نفسه دعم الإدارة الذاتية في جهودها لترسيخ الأمن والاستقرار بمناطقها.
مشغل الفيديو
00:00
00:00
مشغل الفيديو
00:00
00:00
مشغل الفيديو
00:00
00:00
مشغل الفيديو
00:00
00:00
مشغل الفيديو
00:00
00:00
مشغل الفيديو
00:00
00:00
مشغل الفيديو
00:00
00:00
مشغل الفيديو
00:00
00:00
مشغل الفيديو
00:00
00:00
مشغل الفيديو
00:00
00:00
مشغل الفيديو
00:00
00:00