دائرة العلاقات الخارجيَّة تجتمع بهيئة أعيان شمال وشرق سوريا
2023-05-09بيان إلى الرأي العام
2023-05-22التقى أمس الأربعاء 10أيار 2023، وفد من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مؤلف من الدكتور عبدالكريم عمر ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا، والسيد شيار علي ممثل الإدارة في اسكندنافيا، بوفد من الحزب اليساري السويدي مؤلف من السيد هوكان سڤينيلنج المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية للحزب في البرلمان، لوتا جونسون فورنارڤ عضوة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، والسيدة يكبون آلب مسؤولة العلاقات الدولية في الحزب وذلك في مبنى البرلمان السويدي في استوكهولم.
وفي بداية اللقاء عبّر وفد الحزب اليساري السويدي عن امتعاضهم ورفضهم لمواقف الحكومة السويدية الحالية من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لا سيما فيما يتعلق بالخطوة التي أقدمت عليها هذه الحكومة في توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية مع كل من فنلندا وتركيا، في إطار المساعي المبذولة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ولفت الوفد إلى أن لديهم اعتراضات كثيرة على سياسات الحكومة السويدية، وأن هذه المعارضة للحكومة غير مقتصرة عليهم وحدهم، بل إن هناك العديد من الأحزاب وقطاعات عريضة من الشعب السويدي مستاءة بشكل كبير من الخطوات التي تُقدم عليها الحكومة، ومنها بطبيعة الحال ما يخص التحوّل في الموقف حيال الإدارة الذاتية.
عقب ذلك، تبادل الطرفان وجهات النظر بخصوص الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن، وتداعياتها الكارثية على مجمل مناحي وقطاعات الحياة، دون أن تلوح في الأفق أية بوادر لإنهائها عبر الحلول السياسية السلمية.
كما جرى التطرق إلى المحاولات الروسية لإجراء مصالحة بين النظامين السوري والتركي، والآثار السلبية المتوقعة التي ستتركها هذه المصالحة إن تمت على مجمل العملية السياسية في البلاد.
فضلاً عن ذلك، تباحث الجانبان عودة العلاقات بين الحكومة السورية وبعض الدول العربية والموافقة على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وأكد وفد الإدارة الذاتية أنهم يدعمون ويشجعون الدور العربي لإنهاء الأزمة السورية، لكنه لفت إلى أن إنجاز الحل السياسي لا يمكن أن يتمّ دون إشراك بقية القوى السورية الفاعلة على الأرض.
كما جرى خلال اللقاء إطلاع الوفد السويدي على مبادرة الحل السياسي الأخيرة التي أطلقتها الإدارة الذاتية، والتأكيد على أن الأخيرة تدعم الحل السياسي السلمي وفقاً للقرارات الأممية المتعلقة بالأزمة السورية، ومنها قرار الأمم المتحدة رقم 2254.
كذلك أُطلع الوفد السويدي على استمرار مسلسل الانتهاكات في مناطق الشمال السوري المحتلة، والمتمثلة في عمليات القتل والخطف والاعتقال والاغتصاب، فضلاً عن تدمير الأوابد التاريخية ومواصلة السياسة الممنهجة لتغيير ديمغرافية المنطقة.
بالإضافة إلى التذكير بعمليات القصف المدفعي والصاروخي اليومي التي ينفذها جيش الاحتلال التركي والفصائل المرتزقة التابعة له، وكذلك الاستهدافات المتكررة للمدنيين العزل ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية باستخدام الطائرات المسيّرة (الدرون).
كما تم التطرق إالى التحديدات السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية التي تواجهها الإدارة الذاتية، والخطر القائم المتمثل في تنظيم داعش، وأوضاع مرتزقته داخل المعتقلات في شمال وشرق سوريا، وأوضاع عوائلهم في مخيمي الهول وروج، وجرى التشديد على ضرورة أن ينهض المجتمع الدولي بمسؤولياته عبر دعم الإدارة الذاتية ومساعدتها في إجراء محاكمات عادلة للدواعش لكي تتحقق العدالة لضحايا الإرهاب.
وفي ختام اللقاء، تبادل الجانبان وجهات النظر حول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية التي ستجري في الرابع عشر من الشهر الجاري، لافتين إلى أنه ستكون لنتائجها تداعيات على الأوضاع في تركيا وعموم سوريا، وكذلك على الاستقرار الإقليمي والدولي.
يُشار إلى أن وجهات النظر كانت متقاربة بخصوص مجمل المسائل التي جرى النقاش حولها، وعبّر الوفد السويدي عن تقديره وامتنانه للتضحيات التي قدمتها مكونات شمال وشرق سوريا في مكافحة الإرهاب، مؤكداً دعمه للحل السياسي في سوريا وفق للقرار الأممي 2254 وبمشاركة كافة المكونات السورية، مشدداً في الوقت نفسه على حرصه في الاستمرار بدعم الإدارة الذاتية وتطوير التعاون معها على كافة المستويات.