ناشدت الإدارة الذاتية الديمقراطية في عفرين عبر رسالتين كل من ” ستيفان دي مستورا المبعوث الأممي إلى سوريا. والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس
“ إرسال ممثليكم من أجل دخول عفرين وتقصي الحقائق ورؤية الانتهاكات التي تجري داخلها على يد تركيا ومرتزقته، والمطالبة بضرورة عودة عفرين إلى ما كانت عليه من استقرار ونضال ضد الإرهاب والمضي في البناء الديمقراطي وفق ما تكفله كل المواثيق والأعراف الدولية، وخروج الإرهابيين والدولة التركية منها بضمان دولي وبوجود قوة ثالثة تعمل على إعادة الأمن والاستقرار”.
الأثنين 30 نيسان 2018
وجاء في نص الرسالتين المرسلتان كل على حدا ما يلي:
السيد ستيفان دي مستورا المحترم المبعوث الأممي إلى سوريا.
السيد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس المحترم.
تحية:
– تستمر الممارسات الوحشية بحق الأهالي وانتهاكات الجيش التركي للقوانين الدولية, ما تسبب في نزوح الالاف من المدنيين إلى المناطق المجاورة لعفرين، مما أدى الى تفريغ المنطقة من سكانها الاصليين.
– يستغل الاحتلال التركي ومرتزقته الفراغ الذي حصل في مدينة عفرين لتغيير ديمغرافيتها, حيث أقدموا على جلب عائلات المرتزقة وتسكينهم فيها، كما الحال في توطين الميليشيات الإرهابية في قريتي اكبس وموساكا بطلب من الجيش التركي.
– هذه الخطوة خطيرة من قبل الاحتلال التركي الذي بدأ بتوطين الميليشيات الإرهابية التابعة له في المناطق المجاورة للمدينة ومنحهم فرصة للحصول على المنازل المهجورة التي هرب منها مالكيها خوفاً من القصف والموت المحتم.
– عملية التغيير الديمغرافي في عفرين تجري على أرض الواقع بشكل جلي وواضح، حيث تم نقل 50 عائلة كانت قد أٌجليت من الغوطة الشرقية إلى ناحية جندريس غربي عفرين، كما قام الاحتلال التركي مع فصائله الإرهابية بتاريخ 21/4/2018 بإفراغ قرية برأفا بناحية شرا من سكانها، وذلك بعد محاولات عدة لتعجيزهم، حيث تم إخراج أهالي القرية الى قرية جمان، وأن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته يمنع عشرات العائلات من دخول القرية.
– تم توطين عوائل المرتزقة الجدد في حيي المحمودية والفيلات وسط المدينة، كما وتبين أنه تم توطين هذه العوائل بالقوة، حيث أن العملية لا تقتصر على خلع الأبواب والاستيلاء على المنازل، حيث تم وصول 1148 مرتزقاً برفقة عوائلهم إلى عفرين، بعد أن خرجوا من قلمون الشرقي قرب العاصمة السورية دمشق.
– الدفعة الثانية من مهجري بلدات ’’جيرود، العطنة، الناصرية والرحيبة ” كذلك انطلقت نحو الشمال السوري، حيث تضم الدفعة أكثر من 30 حافلة تحمل على متنها ما لا يقل عن 1200 مرتزق من هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية.
– إن جيش الاحتلال التركي ومنذ اجتياحه عفرين في الـ 18 من شهر كانون الثاني من العام المنصرم، قام بتوطن المئات من عوائل المرتزقة في نواحي عفرين، الذين تم إخراجهم من ريف دمشق بعد اتفاق تم بين تركيا وروسيا والنظام السوري.
– على صعيد آخر وبالتزامن مع التغيير الديمغرافي، تمنع الميليشيات الإرهابية الموالية لتركيا أهالي المناطق التابعة لعفرين من العودة الى ديارهم، ففي الوقت الذي يعيش فيه أهالي عفرين ظروف صعبة وقاسية ويبيتون في العراء هرباً من الجرائم والانتهاكات، يتم إسكان أناس دخلاء في منازلهم، وتجري عملية تغيير ديمغرافي سراً وعلناً وأمام أنظار الجميع دون أي ردة فعل.
– السيد دي مستورا
– التغيير الذي يتم من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته يجعل الأمر أكثر خطورة، إذ ان هذا الاحتلال يعبث بالأراضي السورية ويمزق أسسها وقيمها الاجتماعية الذي هو من أكبر مرتكزات استقرارها.
– هناك تغيرات ديمغرافية أفسدت نسيج الاجتماع البشري في بقاع متعددة من سورية.
– كذلك هناك تغيرات حاصلة نتيجة التدمير والصراع وليست مرتبطة مباشرة بالبعد الطائفي.
– استبدال السكان الاصليين بعوائل المرتزقة، شهدتها مؤخراً مدينة عفرين السورية من قبل الاحتلال التركي بشكل علني وهذا خطير للغاية.
– إن الهجوم على الشعب الآمن في عفرين من قبل الدولة التركية ومرتزقتها هجوماً بربرياً خارق لكل القوانين والأعراف الدولية، كما إن الأسلحة التي تم استخدامها بما فيها الطائرات هي ممارسات تشير بكل المعاني إلى إن الشعب السوري لا زال ضحية للتفاهمات والاتفاقات التي تحدث بين الدول، إن وجود الدولة التركية اليوم في عفرين خطر كبير على سوريا والمنطقة والعالم لما يخلق ذلك تبعات من شأنها تعميق الفوضى وزيادة حدة الصراع وإعادة الإرهاب لتجميع قواه.
– أبشع تلك الممارسات التي وصلت إلى ذروتها هي استقدام عوائل المرتزقة الذين يشاركون الفاشية التركية هجماتها، وكذلك عائلات من منطقة أطمة وإعزاز ومن تركيا (كلس)، إلى جانب أفراد من المكون التركماني في العراق إلى قرى ناحية شيه ” شيخ الحديد ” وجنديرس في عملية تغيير ديموغرافي واضح وعلني كان قد أعلن عنه رئيس الفاشية التركية أردوغان منذ بداية الغزو على عفرين.
– بالإضافة إلى سياسة التتريك والتغير الديمغرافي قامت الدولة التركية بتغير ديمغرافية عفرين وتغير أسماء الأماكن والدوائر فيها، ما يعني إن هناك فرض لسياسة التتريك الأمر الذي يعيد إلى الأذهان المآسي التي ذاقتها شعوب المنطقة من السياسة ذاتها إبان الحكم العثماني البائد.
– عملية التغيير الديموغرافي سابقة خطيرة، يمكننا تفسير الأمور بأن تركيا تقوم بتهيئة الاستقرار للإرهابيين المصنفين دولياً في سوريا وبالمقابل يتم طرد السكان الأصليين كما حال شعب عفرين، هذا المخطط ينذر بعواقب وخيمة وجرّ الأمور نحو مستنقع مشابه لما يحدث في الجوار كما العراق ونحن لا نريد أن تكون سوريا كذلك
– ممارسات الجيش التركي وفصائل المرتزقة الموالية لها، ما هي الا تأكيد على أن هدف الغزو التركي منذ البداية هو إبادة الشعب السوري بشكل عام والكردي بشكل خاص في عفرين ومحو وجوده على أرضه، وكذلك إثارة الفتن بين أبناء الشعب السوري، كل هذا كان لخدمة أجندات الفاشية التركية وإطالة الأزمة التي تواجهها سوريا، وعقد الصفقات على حساب حياة الشعب ومستقبله.
– إننا في الإدارة الذاتية الديمقراطية في عفرين نناشدكم بوصفكم مبعوثاً دولياً إلى سوريا، وتديرون الأمم المتحدة بالعمل وفق ما يمكن احتواء هذا المخطط الخطير – الاحتلال وعمليات التغيير الممنهجة, حيث إننا نؤمن بدوركم بالعمل في الحد من هكذا ممارسات والتي تزيد من تفاقم الأمور في مناطق عفرين وعموم سوريا، كما نطالب بضرورة عودة عفرين إلى ما كانت عليه من استقرار ونضال ضد الإرهاب والمضي في البناء الديمقراطي وفق ما تكفله كل المواثيق والأعراف الدولية، كذلك نطالب بخروج الإرهابيين والدولة التركية منها بضمان دولي وبوجود قوة ثالثة تعمل على إعادة الأمن والاستقرار, وتتيح للأهالي العودة إلى منازلهم وقراهم وتمنع عملية التغيير الديموغرافي والاستبدال البشري.
مع خالص تقديرنا.
المصدر: ANHA
المكتب الإعلامي لهيئة العلاقات الخارجية